الاثنين، 30 سبتمبر 2013

جدار الخوف


عندما نتوارى وراء مخاوفنا و أحزاننا فإننا نبنى جدارا عازلا بيننا و بين العالم حولنا , و تنتشر فى أوصالنا برودة تؤلم نفوسنا قبل أن تؤلم أجسادنا , إلى أن نجد فى هذا الجدار ثقبا صغيرا يتسلل منه شعاع نور و بصيص أمل لا نعلم مصدره و بالرغم من مخاوفنا نهرع اليه لنتمسك به و نشعر بالدفء ينتشر فى نفوسنا قبل أجسادنا , إلى أن يتملك هذا الشعاع أرواحنا و نستوحش الحياة دونه , و سرعان ما يخبو شعاع النور لنشعر أن أرواحنا قد غادرت معه و عادت البرودة لتنتشر فى نفوسنا قبل أجسادنا و نصبح كالأموات , ثم يعود شعاع النور و بصيص الأمل لينشر الدفء و يعيدنا أحياءا مرة أخرى فنهرع اليه دون تفكير لنهدم الجدار حتى يصبح هذا الشعاع المتسلل شمسا لا تغيب تملأ نفوسنا دفئا و سعادة , و لكننا نكتشف و نحن نحاول هدم الجدار أننا نهدم معه حياتنا و تنتشر الجروح فى نفوسنا , و نكتشف أنه دربا من الجنون أن نفعل ذلك بأيدينا , فنتراجع عن هدم الجدار ليظل شعاع النور و بصيص الأمل يتسلل إلى حياتنا و نفوسنا من الثقب فى الجدار و لكن الثقب الأن أكبر من ذى قبل , و يزداد خوفنا من فقدان شعاع النور و ما يحمله لنا من بقايا أمل إلى أن يختفى الثقب فقد اكتمل الجدار بهذا الخوف و عادت البرودة لتنتشر فى حياتنا و ذهبت أرواحنا مع شعاع الأمل و عدنا كالأموات . هكذا هى الحياة كريمة لينة عند العطاء , عنيفة و شديدة عند الأخذ , تأخذ بلا رحمة و لا شفقة فهل من محب لهذه الحياة .

هناك تعليقان (2):

  1. مشاعرك الرقيقة وعذب كلماتك وإطرائك الجميل أنرت مُتصفحِّي المتواضع وعطرته بشذى عطرك الفوَّاح وعبيرهعطر مرورك أعطى للكلمات جمال وللسطور رونق وللحروف بهاء
    كل عام وانت بخير وسعادة تنعاد عليك بالخير والبركة

    ردحذف
  2. أسعدتنى كلماتك و أسعدنى أكثر مرورك شكرا لك

    ردحذف